{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ} بدء أمره، ثم {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} بالية، ولم يقل رميمة؛ لأنه معدول عن فاعلة، وكل ما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفًا عن أخواته، كقوله: {وما كانت أمك بغيا} [مريم- 28]، أسقط الهاء لأنها كانت مصروفة عن باغية.{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا} خلقها، {أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}.{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا} قال ابن عباس: هما شجرتان يقال لأحدهما: المرخ وللأخرى: العفار، فمن أراد منهم النار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خضراوان يقطر منهما الماء، فيسحق المرخ على العفار فيخرج منهما النار بإذن الله عز وجل.تقول العرب: في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار، وقال الحكماء: في كل شجر نار إلا العناب. {فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} أي: تقدحون وتوقدون النار من ذلك الشجر، ثم ذكر ما هو أعظم من خلق الإنسان، فقال: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِر} قرأ يعقوب: {يقدر} بالياء على الفعل {عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى} أي: قل: بلى، هو قادر على ذلك {وَهُوَ الْخَلاقُ} يخلق خلقا بعد خلق، {الْعَلِيم} بجميع ما خلق.